contact

الأخبار

Nov 11, 2024

الأستاذ بلال الأرفه لي في الجامعة الأمريكية في بيروت يُكرَّم بجائزة فريدريش فيلهلم بيسل البحثية

كرّمت مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الأستاذ بلال عرفلي من كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في بيروت بمنحه جائزة فريدريش فيلهلم بيسل البحثية المرموقة. تُمنح هذه الجائزة، التي ترعاها وزارة التعليم والبحث الفيدرالية الألمانية، سنويًا لحوالي 20 عالمًا عالميًا تقديرًا لإسهاماتهم البحثية البارزة. سُمّيت الجائزة تيمنًا بعالم الفلك والرياضيات الألماني الشهير فريدريش فيلهلم بيسل (1784–1846)، وتحتفي بالتميز الأكاديمي وتعزز التعاون العلمي الدولي. يُعد الأستاذ عرفلي باحثًا بارزًا في الأدب العربي والدراسات الإسلامية، وقد أسهم بشكل كبير في هذا المجال من خلال العديد من منشوراته وأعماله التحريرية. قام بتحرير أكثر من 20 طبعة نقدية لمخطوطات عربية كلاسيكية، مما أتاح نصوصًا تاريخية قيّمة. تشمل أعماله البارزة كتاب "فن المختارات" الذي يتناول دراسة متعمقة للمختارات الأدبية العربية، وكتاب "مقامات بديع الزمان الهمذاني: التأليف والنصوص والسياقات"، الذي شارك في تأليفه مع موريس بوميرانتز، ويستكشف فيهما نوع المقامات الأساسي في الأدب العربي. يشغل الأستاذ عرفلي منصب المحرر المشارك لمجلة "أبحاث"، وهي مجلة بارزة في الدراسات العربية، وسلسلة الشيخ زايد في دار نشر الجامعة الأمريكية في بيروت. بالإضافة إلى ذلك، هو عضو في هيئات التحرير لمجلة "الأدب العربي" ومجلة "المركز للدراسات العربية"، حيث يواصل تعزيز البحث في الأدب العربي وتعزيز التعاون الأكاديمي بين الثقافات. عند استلامه الجائزة، أعرب الأستاذ عرفلي عن امتنانه قائلاً: "أشعر بتقدير عميق من قبل مؤسسة ألكسندر فون هومبولت. تعزز هذه الجائزة التزامي بتطوير البحث في الأدب العربي ودراسات المخطوطات في الجامعة الأمريكية في بيروت، وكذلك تعزيز التبادلات الأكاديمية بين الجامعة والمؤسسات الألمانية". كحاصل على جائزة فريدريش فيلهلم بيسل البحثية، دُعي الأستاذ عرفلي للقيام بمشروع بحثي من اختياره بالتعاون مع زملاء ألمان، مما سيُثري إسهاماته في الدراسات العربية والإسلامية على المستوى الدولي.

Sep 12, 2024

بلال الأرفه لي...مديراً لدار نشر الجامعة الأميركية

عيّن الدكتور بلال الأرفه لي، مديراً لدار نشر الجامعة الأميركية في بيروت. ويسلط هذا التعيين التاريخي الضوء على التزام الجامعة الأميركية في بيروت بمواصلة تعزيز النشر العلمي في لبنان والمنطقة. بصفته مديرًا لدار نشر الجامعة الأميركية في بيروت، يلتزم الدكتور الأرفه لي بتوسيع التعاون مع الشركاء في أنحاء الحرم الجامعي لتعزيز التأثير العالمي للجامعة من خلال النشر الرائد. وتتضمن رؤيته تعزيز ثقافة النشر النابضة بالحياة التي تدعم وتنشر الأبحاث والمنح الدراسية المتطورة من المنطقة وخارجها. وبصفته أيضًا مديرًا لمركز الفنون والعلوم الإنسانية في كلية الآداب والعلوم، فإن خطة الأرفه لي هي تضافر جهود كل من دار نشر الجامعة الأميركية في بيروت ومركز الفنون والعلوم الإنسانية وتعزيز نهج شامل للمشاركة الأكاديمية والإثراء الثقافي. كرئيس تحرير مشارك لمجلة الأبحاث، ورئيس تحرير تنفيذي لمجلة المركز، ومحرر مشارك لكل من مجلة الأدب العربي ومجلة الدراسات الإسلامية، أثبت الأرفه لي نفسه كشخصية رائدة في مجال نشر الدراسات العربية والإسلامية. وتمتد مساهماته التحريرية إلى المشاركة في تحرير سلسلة كتب إي. جيه بريل "نصوص ودراسات حول القرآن"، وسلسلة "دليل الدراسات الصوفية". كما يخدم في مجالس تحرير مكتبة الأدب العربي (مطبعة جامعة نيويورك) والمشرق: مجلة كاثوليكية شرقية. يشغل الأرفه لي حاليًا منصب أستاذ دائم في قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ويشغل كرسي الشيخ زايد في الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت. تلقى تدريبًا كعالم لغوي، ويتعمق بحثه في الثقافة الأدبية الديناميكية للأدب العربي الكلاسيكي، مؤكدًا على ترابطها مع مختلف التخصصات الأخرى مثل الدراسات القرآنية، وعلم اللاهوت، والتصوف، والتاريخ، والفلسفة، وعلم المعاجم، والقواعد. وكانت دار نشر الجامعة الأميركيّة في بيروت، أعلنت قبل أيام، أحدث إصدارات سلسلة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعنوان "السخاويّ: "مؤرخ من القاهرة المملوكيّة ومعجمه عن النساء"، من تأليف ريناتي جاكوبي وتحرير كيريل دميترييف. وقالت الدار في بيان إن الكتاب يركّز على حياة المؤرّخ عبد الرحمٰن السخاويّ، متتبّعًا مسيرته كعالم بارز في القاهرة المملوكيّة، مع تسليط الضوء على الصداقات والتنافسات التي أثّرت في حياته. كما يستعرض الكتاب معجمه البيوغرافيّ "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، الذي يوثّق الجوانب الاجتماعيّة والتعليميّة والاقتصاديّة لأكثر من ألف امرأة.

Jul 22, 2024

بلال الأرفه لي: عن صنعة تحقيق كتب التراث في أيامنا

بين حماس مفرط وأنواع من الهجر والنكران، تتراوح علاقة العرب المعاصرين بتراثهم. وبين هذا وذاك، ثمّة باحثون منكبّون على دراسة النصوص القديمة وإعادة تأهليها. في لقائه مع "العربي الجديد"، يتناول الأكاديمي اللبناني متطلّبات صنعة تحقيق الكتب التراثية.

Apr 8, 2024

من بلاغة الاختيار إلى إبلاغية الدهشة

يمثّل المشروع العلميّ للأستاذ الدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، علامةً مضيئةً ونوعيّةً في أُفُق النقد العربيّ المعاصر، وقد انمازت معالم هذا المشروع بقدرته على الانفتاح على قوس معرفيّ ممتد ومتداخل في الزمان والمكان: تنظيرًا، وإجراءً، وترجمةً، وتحقيقًا. وإذا كان الراحل مصطفى ناصف يذهب في كتابه الشهير: «قراءة ثانية لشعرنا القديم»، إلى أنّ التراث العربيّ بحاجة إلى قراءة ثانية، يضع دارس التراث فكره في إطارها، فإنّ المشروع العلميّ الذي ينهض به الأستاذ الأرفه لي يرتبط بثقافة التجاور والتجاوز، بمعنى أنّه ينطلق في تواليفه وبحوثه من الميراث القديم؛ ليؤسس قراءات جديدة لُحمتها وسداها محاولة التجديد في قراءة التراث. وتظهر القراءة الفاحصة في كتاب الناقد الأرفه لي «فنّ الاختيار الأدبيّ: أبو منصور الثعالبيّ وكتابه يتيمة الدّهر، ترجمة: د. لينا الجمّال، الدار العربيّة للعلوم ناشرون، بيروت، ط1، 2021م» أنّ دراسته ليتيمة الثعالبيّ وتتمتها بوصفها موسوعةً في إطار نظريّة الانتخاب، تتجلى في عدد من العلامات التي تؤسّس بدورها لمفهوم القراءة العالمة، ولعله من الجدير بالذكر أنّه نال بهذا الكتاب شهادة الدكتوراه عام 2009م في قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته في جامعة ييل الأمريكيّة، بإشراف المستعربة الألمانيّة البارزة بياتريس غروندلر. وكان لا بُدَّ أن تدور دواليب الماكينات لتقذف بالكتاب مطبوعًا أوّل مرّة عام 2016م عن دار بريل الشهيرة بليدن في هولندا تحت عنوان آسر جذّاب: في إطار سلسلة دراسات بريل في آداب الشرق الأوسط التي تشرف عليها المستشرقة الأمريكيّة سوزان ستيتكيفتش. يجيء هذا الكتاب في توطئة وإهداء وشكر وخاتمة وخمسة فصول وأربعة ملاحق وفهرس للأعلام والمصطلحات، وقد عنون الأرفه لي الفصل الأوّل بـ:"فنُّ الاختيار في الأدب العربيّ القديم"(ص35-77)، والثاني بـ:"حياة الثعالبيّ وإرثه"(ص79-175)، والثالث بـ:"عمل المصنِّف في الاختيار الأدبيّ: التنظيم والبنية في كتابَي اليتيمة والتتمّة"(ص177-230)، والرابع بـ: «مصادر الثعالبيّ في يتيمة الدهر وتتمّة اليتيمة"(ص231-256)، والخامس بـ: «المادّة ضمن المدخل الواحد"(ص257-301).

Apr 4, 2024

أثبتت تاريخية البرديّات الأموية...وداد القاضي: أؤمن بالقدرة التوحيدية للغة

تُقارب وداد القاضي في كتاباتها بالعربية والإنكليزيّة، جوانب متعدّدة من الحضارة العربيّة الإسلاميّة قلّما طرقها باحث واحد، منها الفكر الإسلاميّ المبكّر، والتفاسير القرآنيّة، واستعمال القرآن في الأدب، وعلم الكلام، والفرق الإسلاميّة، والتاريخ، والمخطوطات والبرديّات المبكّرة، والفكر السياسيّ، والطبقات، والنثر الفنّيّ المبكّر. واستطاعت القاضي أن تشكّل مدرسةً فكريّة وتخرّج على يدها العشرات من الباحثين الذين يتبوّأون اليوم أبرز المناصب والكراسي البحثيّة في الولايات المتّحدة والعالم. يعرف كلّ مَن درس تحت إشراف وداد القاضي سقف توقّعاتها العالي من طلاّبها، المقترن بتشجيعها المستمرّ وتفانيها في حياتها المهنيّة التي جمعت فيها بين أعلى المعايير العلميّة وأرقى المبادئ الإنسانيّة. درست وداد القاضي في الجامعة الأميركيّة في بيروت ونالت شهادة الماجستير في اللغة العربيّة وآدابها على يد عملاق حقل الدراسات العربيّة والإسلاميّة إحسان عبّاس. حاولت القاضي في رسالتها للماجستير عن أبي حيّان التوحيديّ (ت 414/1025) أن تعيد بناء مجتمع القرن الرابع الهجريّ الإسلاميّ، بما تضمّنه هذا المجتمع من مفكّرين وفرق دينيّة وطبقات اجتماعيّة، من أصحاب بلاطات وأدباء، حكّام وثوّار، ومن زهد ومجون، تديّن وفلسفة. تابعت دراساتها العليا في الجامعة الأميركيّة في بيروت على يد إحسان عبّاس، وفي جامعة توبنغن في ألمانيا على يد أستاذ الدراسات الإسلاميّة جوزيف فان إس. وفي أطروحتها للدكتوراه اتجّهت نحو الفرق الدينيّة وعلم الكلام، مركّزة على فرقة الكيسانيّة، خاصّة في القرنين الأوّلين الهجريّين. تجمع الأطروحة بين التحليلَين التاريخي والأدبي، وتقارب ثيمات جذّابة كالثورة والتحرّكات السرّيّة والدعويّة والشهادة والانتقام والبطولة والعدالة، إلى جانب الخطب الساحرة. تركّزت أبحاث وداد القاضي في الجامعة الأميركيّة بعد التخرّج، على النثر العربيّ، تحقيقًا ودراسةً؛ والنثر هو القالب التي عبّرت من خلاله الحضارة العربيّة الإسلاميّة عن معظم أفكارها. في هذا المجال، اهتمّت وداد القاضي بمعظم أنواع النثر العربيّ وأشكاله، وتجلّى هذا الجهد في كتابها "مختارات من النثر العربي". شكّلت الحرب اللبنانيّة، التي اندلعت العام 1975 واستمرّت أكثر من خمسة عشر عامًا، نقطة تحوّل في حياة وداد القاضي. فقد قضت الحرب على جميع مظاهر القانون والنظام، وشُلّت الدولة في ظلّ تناحر الطوائف والجماعات والميليشيات والأحزاب التي قادت البلاد إلى الخراب. هاجرت وداد القاضي العام 1985 إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة وتنقّلت بين عدّدٍ من الجامعات المرموقة مثل هارفرد وكولومبيا وييل لتستقرّ في جامعة شيكاغو. في الولايات المتّحدة ركّزت الباحثة على ما افتقدته في لبنان - على الدولة، تحديدًا الدولة الأمويّة. جاء هذا التركيز على الأمويّين تطوّرًا لاهتمامها برسائل عبد الحميد الكاتب، مؤسّس النثر الفنّيّ العربيّ، ووعيها المتزايد بأنّ هجوم المؤرّخين الغربيّين وشكّهم في موثوقيّة المصادر العربيّة يشكّل تحدّيًا منهجيًّا لا يجوز للباحث العربيّ تجاهله. واجهت وداد القاضي هذه المقاربة المشكِّكة في التراث بتنويعها لمصادر كتابة التاريخ، لا من حيث النوع الأدبيّ فحسب، بل من حيث الطبيعة والمادّة، كاعتمادها على النقوش والنقود والمكاييل والأوزان. وجاء اكتشافها لثراء مادّة البرديّات العربيّة واليونانيّة والقبطيّة التي تعود إلى الفترة الأمويّة ليعزّز من هذا التوجّه الذي اعتمدته في دراستها لبدايات الدولة الإسلاميّة. وأخذت القاضي بمقارنة المعلومات المستقاة من هذه المصادر المادّيّة بالمصادر الأدبيّة المشكَّك فيها، وذلك بتأنّ شديد، لتثبت صحّة كثير ممّا ذُكر فيها، ولتؤسّس بذلك منهجًا يُحتذى يمهّد لقيام حقل الدراسات العربيّة والإسلاميّة على أسس وقواعد ثابتة. تُعنى البرديّات الأمويّة التي وصلتنا بأمور الدولة الإسلاميّة العمليّة، كقيمة الضريبة والجزية ورواتب الجند والبراءات وإحصاء السكّان ومسح الأراضي والرسائل الإداريّة وغيرها ممّا يتعلّق بالدولة، وهي بذلك تحتوي على أسماء المئات ممّن يرتبطون بالدولة بشكلٍ أو بآخر ومئات النصوص القصيرة التي تفصّل عددًا هائلاً من العمليّات الاقتصاديّة والإداريّة المرتبطة بالدولة وجهازها الإداريّ. تشكّل هذه البرديّات وثائقَ يُطمأنّ إليها في كتابة تاريخ تلك الفترة، لكنّ استقاء أيّة معلومات منها يتطلّب عنايةً وجهدًا جبّارَين لم تبخل بهما وداد القاضي. إذ بدأت في تلك الفترة مشروعها الضخم عن الجهاز البيروقراطيّ للدولة الأمويّة (41-132هـ/660-750م)، والذي أثمر عددًا كبيرًا من الدراسات التي تستقرئ آلاف الأسماء والتواريخ والأماكن والمباني والأراضي والأنساب والمرتّبات والنصوص والأوزان والعطايا والعهود والوثائق، فتمكّن بذلك من كتابة تاريخ الدولة الأمويّة ووصف جهازها الإداري والبيروقراطي في مدن عديدة. منهجيًّا، طرحت وداد القاضي مسألتين في غاية الأهمّيّة. أولاهما: ما العلاقة بين المادّة التاريخيّة الواردة في المصادر الأدبيّة -كتب التاريخ خاصّةً- وبين مختلف أنواع الوثائق وخاصّةً البَرديّات؟ وهل تتضمّن أو تستعمل المصادر الأدبيّة الوثائقَ من دون الإشارة إلى ذلك؟ تثبت دراسات القاضي تكامل المصادر الأدبيّة ووثائق البرديّات وتجانسها، فتكشف جوانبَ مثيرة عبر قراءة إحداهما في ضوء الأخرى. المسألة الثانية التي اهتمّت بها القاضي هي طبيعة الدليل التاريخي. فتتساءل عمّا إذا كان الدارسون الغربيّون محقّين في اعتبارهم أنّ المؤرّخين في فترة ما قبل الحداثة كانوا ينظرون إلى الوثائق كدليل أوثق من الروايات الشفهيّة أو المسندة أو العينيّة. وتشير دراساتها إلى أنّ الرؤية التاريخيّة والأدلّة القائمة عليها تختلف باختلاف الثقافات، وأنّ المؤرّخين المسلمين المبكّرين يقفون موقفًا مخالفًا لما يتوقّعه بعض الدارسين في الغرب. نالت وداد القاضي عشرات الجوائز العلميّة والأوسمة والتكريمات، منها جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب العام 1982، وجائزة الملك فيصل في حقل الأدب العربي العام 1994، والدكتوراه الفخريّة من الجامعة الأميركيّة في بيروت العام 2012، ومؤخّرًا في 2022 العضويّة الكاملة في الأكاديميّة الأميركيّة للآداب والعلوم.

Dec 12, 2023

"البشارة والنذارة في تعبير الرؤيا".. أول تحقيق علمي لكتاب الخركوشي وتصحيح نسبته

في الكتاب الذي صدر مؤخراً عن "مركز أبوظبي للغة العربية"، التابع لدائرة الثقافة والسياحة، بعنوان "البشارة والنذارة في تعبير الرؤيا"، تحقيقٌ ودراسة لكتاب الواعظ المتصوّف أبي سعد عبدالملك بن محمد الخركوشيّ (ت 407/1016)، وهو كتاب في تفسير المنامات، الذي سبق أن نشرت نصّه عشرات دور النشر في العالم العربيّ ولكن باسم ابن سيرين (ت 110/728) معبّرِ المنامات الأشهر في الحضارة الإسلامية. دراسة وتحقيق وأشار المحققان بلال الأرفه لي، ولينا الجمّال إلى أن الطبعات الشعبية من هذا الكتاب كانت حظيت بشهرة واسعة وحققت مبيعات هائلة، وتجاوز خطأ النسبة العامة إلى عدد من الباحثين – العرب والمستشرقين – الذين استندوا إلى الكتاب في دراساتهم وأقروا بنسبته إلى ابن سيرين على أنه من تدوين أحد تلامذته. ودرسا جانباً من التاريخ النصي لـ البشارة والنذارة، وقدّما بجهدهما هذا، أول تحقيق علمي للكتاب بنسبته الصحيحة بالاستناد إلى ثلاثة من أبرز مخطوطاته. تعبير الرؤيا يقع كتاب "البشارة والنذارة" ضمن نمط من التأليف شاع في الأدب العربي، عُرفت بكتب التعبير أو كتب تعبير الرؤيا. وكان أصحابها ينتمون إلى النخب الفكرية والدينية في مختلف مناطق العالم الإسلامي. ويُعَدُّ أقدم كتاب وصلنا وضعه متصوف في تعبير الرؤيا، وهو ما يسمح بتتبع آثار التصوف الأولى في علم التعبير الإسلامي. يتضمن الكتاب مقدمة وتسعة وخمسين باباً، وينتهج فيه الخركوشيّ، حسب كلام المُحَققين، نهج سلفه في التعبير فيؤول الرؤيا بالقرآن والحديث والاشتقاق اللغوي والمثل السائر وغير ذلك. لا يُسمَع صوت المؤلف بوضوح في الكتاب، لكن دوره بارز في الاختيار والجمع والترتيب، وإضفاء بعد صوفي على التأويلات، وإيراد عدد من منامات المتصوفة التي لا ترد في كتب التعبير قبله. جمع الخركوشيّ مادته من مصادر سبقته – وفي طليعتها كتاب الدينوري– واختصرها دون الإحالة إلى أصحابها، ولعله أراد وضع دليل للمريدين في التعبير، يغنيهم عن مراجعة المؤلفات الضخمة. المخيلة الجماعية ورأى المحققان أن الخركوشيّ تناول في "البشارة والنذارة" طيفاً واسعاً من التأويلات، وقد جاءت أبواب الكتاب ضمن ستة محاور رئيسة: المحور الأول (الأبواب 1–21): تأويل رؤيا الله وملائكته ورسله وكتبه والجنة والنار، وتأويل رؤية النبي محمد (ص) وأصحابه وتابعيه، وتأويل رؤيا الإسلام وبعض شعائره وعباداته، المحور الثاني (الأبواب 22–32): تأويل رؤيا البشر على اختلاف ألوانهم وفئاتهم وأعمارهم وحرفهم، وتأويل أحوالهم المختلفة في الأكل واللبس واللهو والحرب، المحور الثالث (الأبواب 33–44): تأويل رؤيا المخلوقات من بهائم ووحوش وطيور وحشرات، وتأويل رؤيا السماء والأرض وما يتصل بهما، المحور الرابع (الأبواب 45–49): تأويل رؤيا الجمادات مثل أدوات الكتابة والركوب والأثاث، المحور الخامس (الأبواب 50–58): تأويل رؤيا أعمال وأحوال متفرقة مثل النوم والجوع والنكاح واليُتْم والسفر والبيع، المحور السادس (الباب 59): رؤيا بعض الصالحين لبعض. وقد أشار المحققان "الأرفه لي والجمّال" إلى أن إسهامات "البشارة والنذارة" لا تقتصر على علم تعبير الرؤيا، وتتعداه إلى فهم مغاير، فالكتاب أشبه بمعجم لرمزية الأشياء المحسوسة والمجردة بما كانت تمثله في المخيلة الجماعية في القرن الرابع/العاشر. انزياحات دلالية وثمة إشارة هامة من المحققين تفيد أن الخركوشيّ أراد اختصار ما سبقه من تآليف، وفي مقدمتها كتاب الدينوري، ولعل قصده كان وضع كتاب موجز جامع يسهل نسخه وتداوله بين المريدين، فيغنيهم بذلك عن مراجعة المؤلفات الضخمة. وخلف هذه العملية الشاقة والمعقدة من الاختيار والاختصار والجمع والتنظيم، يكمن صوت المؤلف الأول. كما أن للمؤلف صوتاً ثانياً مهماً يتجلّى في أثر التصوف على علم التعبير الإسلامي، فالخركوشيّ– على حد علمنا – هو أول متصوف يضع كتاباً في التعبير، وقد انعكس ذلك في انزياحات دلالية واضحة تظهر في تأويلات بعض الرموز التي ترتبط أبعادها بالتصوف، منها على سبيل المثال لا الحصر: الصوف، والماء، والخبز، والقُمُص. ولم يكن الخركوشيّ في مثل هذه التأويلات ناقلاً عمّن سبقه بل مجدِّداً ومساهماً في اتساع الفجوة بين التعبير الإسلامي والتعبير اليوناني المتمثل بكتاب تعبير الرؤيا لأرطاميدور سالإفسيّ (ArtémidoreD’éhèse، القرن الثاني للميلاد). وتابع الخركوشيَّ عددٌ من المتصوّفين الذين ردّوا تعبير الكثير من المصطلحات إلى بحر من تجارب المتصوفة. فضلاً عمّا سبق، يضم كتاب البشارة والنذارة عدداً وفيراً من منامات المتصوفة، وقد وزعها الخركوشيّ على أبواب كتابه وفق موضوعاتها، وخص الباب الأخير بمجموعة من رؤى بعض الصالحين لبعض. وهو في ذلك يفترق عن كتب التعبير قبله التي لم تفرد باباً بطوله للمنامات، ويتفق مع كتب التصوف المبكرة التي تولي اهتماماً للمنامات – وتعرف بـ "رؤيا القوم" في اللغة الصوفية – وتجمعها في بابٍ واحد. بوابة الوحي وعن أسباب تسمية الكتاب بهذا الاسم، يشير المحققان إلى أن اختيار الخركوشيّ لثنائية البشارة والنذارة يُظهر من خلالها اعتناءه بوظيفة المنامات في الإسلام، فالرؤيا الصحيحة هي بوابة الوحي التي لم تُغلق بعد وفاة النبي محمّد، وعلى الرائي المسلم أن يسعى إلى تأويلها وفهمها والعمل بموجبها. تحمل الثنائيات المتضادة – ومن بينها البشارة والنذارة – "ذوقاً" صوفياً، إذ يكثر استعمال لفظين متقابلين في لغة أهل التصوّف وكتبهم. واختار الأرفه لي والجمّال تقسيم الكتاب إلى مقاطع، وتخصيص كل مقطع برقم لتسهيل الإحالة إلى مضمونه في الفهارس. تتفاوت المقاطع من حيث الطول لمراعاتها مسألتين أساسيتين: (1) موضوع المقطع كأهمية الرؤيا، وآداب المعبّر، ونحو ذلك، (2) انفراد كلّ مقطع برمز مؤول وإن كثرت تفاصيله، كتأويل الحجّ على اختلاف أحواله، وتأويل شَعْر الرأس وما يتعلَّق به.